بسم الله الرحمن الرحيم
مدونة رقم ٥
قاد الامبراطور نابليون جيشه العظيم لغزو روسيا في الشهر الثامن من سنة ١٨١٢م، ولم يجد مقاومة تذكر حتى بلغ عميقا داخل الاراضي الروسية.
ولكن هل كان هناك حدود مباشرة بين فرنسا وروسيا؟
كانت الامة الالمانية مقسمة الى دويلات وامارات صغيرة ضعيفة، وكانت مملكة بروسيا احدى هذه الدويلات، وكانت عزيزة أبية، لكنها كانت منطقة نفوذ وتاثير لفرنسا نابليون
تراجع الروس ببطء امتد لثلاثة اشهر امام الجيش الذي زاد عدده عن نصف مليون فرد، واحرقوا اثناء تراجعهم كل ما يمكن ان يمثل تزويدا للجيش الفرنسي ، حتى انهم احرقوا موسكو واخلوها قبل تسليمها لنابليون، لم يستسلم الامبراطور الكسندر الاول لنابليون، اضطر نابليون الى الانسحاب في الشتاء الروسي القاسي وبدون تموين وبدون تحقيق اي نصر.
هلك حوالي اربعماية الف فرنسي اثناء الانسحاب ، وبذلك بدأ افول نجم نابليون وضعف سلطانه. وتقول الدراسات والحفريات الحديثة بأن مرض التيفوس الذي ينقله القمل كان اهم اسباب الفناء.
استغل ملك بروسيا هذه الفرصة فجمع اعظم خمسة جنرالات في جيشه واوكل اليهم دراسة وضع الدولة الحالي, وتحديد الوضع المستقبلي المطلوب من منعة وقوة، ووضع الحلول للوصول الى الوضع المستقبلي وتحويل الجيش البروسي الى قوة عسكرية منظمة ، مهيببة الجانب ، ومنع تكرار امتهان سيادة وكرامة بروسيا ثانية
درس الجنرالات الوضع في حينه، وحللوا عناصر القوة والضعف، والمخاطر والاعداء المحتملين لبروسيا فرادى ومجتمعين. ومن ثم الفرص المتاحة والتحالفات الممكنة مع وضد بروسيا. ووضعوا الاهداف المطلوب تحقيقها ومن ثم المبادرات والمشاريع اللازمة والتي تمثل التجسير اللازم لتحقيق هذه الاهداف
وكانت اهم التوصيات كالاتي
فتح التجنيد لكافة ابناء الشعب والغاء حصر طبقة الضباط بالامراء واصحاب الالقاب .
بناء طبقة مختارة من اذكى واكفأ الضباط، لتتولى اعمال الادارة والتخطيط الاستراتيجي، وتكون بمثابة العقل المؤسسي للجيش وتسمى الاركان العامة
يتم تدوير هذه الفئة من الضباط وطيلة خدمتهم في القوات المسلحة بين الوحدات العسكرية المختلفة من فرسان ومشاة ومدفعية وغيره، وكلية الاركان العامة ولمدد حوالي السنتين. كانوا يعودون الى الكلية بما خبروه اثناء خدمتهم بالوحدات من ممارسات فضلى ومن مشاكل وحلولها، وذلك لدراستها ودمجها مع خبرات الاخرين وادخالها الى الخطط الحالية لتحسينها، ومن ثم الالتحاق بالوحدات مرة اخرى للمساعدة في التطبيق، وهكذا نحصل على تراكم الخبرات ومن ثم التفوق
كيف يضمن واضع الخطة سلامة خطته اذا لم يتقن التكتيك، فعلى سبيل المثال، اذا كانت سرية الفرسان تقطع ثلاثين كيلومترا في اليوم الواحد، ونصت الخطة على انتقال الفرسان مسافة ستين كيلومترا في اليوم، الا يكون ، هذا سببا لفشل الخطة، ومن ذلك مسافة الرماية الفعالة، وسرعة انتقال المدافع في مختلف انواع الاراضي، ومدة تجهيزها للرماية، ومساحة تأثير طلقتها، ولوازم الجيش من عتاد ولباس وشراب وعلاج وصيانة وهكذا.
ولما سبق، وجب تنقل المخطط بين الوحدات المختلفة ليتعلم التكتيك وليأخذ بعين الاعتبار كافة المتغيرات المؤثرة على كفاءة وفاعلية الجيش ولتكون الخطة شاملة صادقة فعالة.
اطلقت العسكرية الالمانية اسم هيئة الاركان العامة على هذه المجموعة من الضباط المخططين
STAFF
وعلى العسكريين وهم منفذي الخطط ، وكان الجيش يحارب في تلك الايام وحتى الحرب العالمية الاولى بخطوط طويلة من تشكيلات الجنود، اطلقت اسم خط القتال
LINE
وقد انتقلت هاتين الكلمتين العسكريتين والمنهجية المذكورة اعلاه الى الجيوش العالمية الاخرى، وانتقلت ايضا الى القطاع الاهلي، والشركات الكبرى واحتفظ الجميع بها تحسينا وتطويراومفردات الى يومنا هذا
قامت بروسيا بفضل جيشها بتوحيد المانيا، واصبحت المانيا قوة اوروبية رئيسية ان لم تكن الاولى، واحتلت فرنسا بعد معركة سيدان في العام 1870 واسرت نابليون الثالث امبراطور فرنسا، وعززت وحدة المانيا نهائيا
استعملت المانيا نفس الخطط التي طورتها هيئة الاركان العامة في حروبها التالية مثل الحرب العالمية الاولى والثانية، مع اخذ التقدم التكنولوجي بعين الاعتبار. ففي تنفيذ عملية الالتفاف على الجيش الفرنسي خلال اكتساح الدول الواقعة الى شمال فرنسا مثل هولندا، والتي طبقت في كل حروب المانيا ضد فرنسا، تنوعت الادوات من استعمال الخيل والبغال في العام 1870 الى استعمال الانزال الجوي في الحرب العالمية الثانية لتنفيذ اسرع وادق لنفس العملية العسكرية، وهنا نأتي الى موضوع في غاية الاهمية وهو فصل العمليات عن الادوات التي تساعد في تنفيذها.
ولاختصار وتوضيح ما سبق، فاننا نستطيع ان نجمل بناء الاستراتيجية كالاتي
الحاجة الى انتقاء افضل العقول واكثرها علما وخلقا، ليتم تأهيلها عقلا مؤسسيا للدولة، ولتسريع النتائج فانه من الافضل انتقاؤهم بالمواصفات السابقة من ضمن الموظفين الحاليين الذين يتقنون التكتيك في مؤسساتهم لتوفير مدة تأهيلهم. والتركيز على تعليمهم الادارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي
تحديد الرؤية للدولة وهو مماثل لما حددته بروسيا بأنها تريد ان تصبح قوة عسكرية مهيمنة في اوروبا
تحديد مهمة الدولة في بناء دولة حديثة اقتصاديا وعلميا وثقافيا
وضع العلاقات السببية التي تحقق الرؤية والمهمة، ورسم العلاقات السببية الناظمة للاهداف الاستراتيجية في خرائط استراتيجية، وتحدد العلاقات السببية كمثال لتحقيق افضل جيش اوروبي. بطرح السؤال التالي
وكيف يكون ذلك؟
بتوفير افضل المخططين والمنظمين العسكريين في العالم، وافضل الممارسات العسكرية واعادة تصميم العمليات العسكرية والمساعدة لاستيعابها، والتدريب وادارة الجودة
وكيف يكون ذلك لكل منها؟
يتم توفير افضل المفكرين والمخططين العسكريين ببناء هيئة اركان عامة منتقاة من اذكي وافضل الضباط مع كلية اركان فاعلة
وكيف يكون ذلك؟
وهكذا
وهنا تبدا المشاريع بالظهور، والتشكل، ويمكن بعد ذلك تحديد اولويات المشاريع واحتياجات التمويل ومن ثم توزيعها على السنوات وحسب الموازنات والتمويل المتوفر، وتعرف هذه الالية حاليا ببطاقات الاداء المتوازن.
ولقد علمنا ربنا في درسه الاسبوعي للامة؛ سورة الكهف؛ اهمية موضوع السببية فقال عز من قائل
،ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا، انا مكنا له في الارض وآتيناه من كل شئ سببا فاتبع سببا
فكان تمكين ذي القرنين عليه السلام في الارض ان آتاه الله عز وجل علم الاسباب وربطها وإتباعها ببعضها البعض او السببية
وتتابع الآيات الشرح ليتم التوضيح بأن السببية؛ وهي ما مكنه فيه ربه؛ هي خير من الخرج وهو المال.
قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا، قال ما مكني فيه ربي خير، فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما
.وقد حل مشكلتهم باسباب ارضية، بأن ردم الارض بعملية صناعية وذلك بان صب فيها سبيكة من الحديد ، والنحاس، لا غيبيات فيها، وبعد ان اخذ بالاسباب رد الامر الى صاحب الامر فقال عليه السلام
قال هذا رحمة من ربي، فاذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا
وناتي بذلك الى بناء العمليات التي تحقق الاهداف مثل ما فعل ذي القرنين ، فقد فصل القران الكريم العملية المطلوبة للوصول الى هدف منع العدو من الوصول وايذاء القوم
ان بناء الجسم العملياتي لتنفيذ الاستراتيجية واهدافها ومن ثم تنفيذ وانجاح المشاريع اللازمة للوصول الى تحقيق الرؤية، وكله ضمن الاحسن عملا، سيكون موضوع مدونتنا القادمة ان شاء الله
المسار المتوسط المؤسسات – بناء الجسم العملياتي
نسأل الله التوفيق والرشاد
Dear Abu Ahmad,
Thank you for another enlightening article. I have the following notes:
I would recommend including Norton and Kaplan’s first book on the Balanced Scorecard as recommended reading.
Additionally, in your previous blog where you included definitions of the relevant terms, the definition of a process was not included. You might want to do that in the next post.
Many thanks,
Tamara
Dear Tamara,
Thank you for your continuous support. Your efforts in launching this blog are and will be always highly appreciated.
I have added the book that you kindly recommended to the list.
كم هذه المدونة جميلة ، حيث ربطت التاريخ بالحاضر ، كما ان قصة ذي القرنين تقوم على اساس السبب والنتيجة كما هو موجود فيbalanced scorecard
ان هذا المسار يتطلب ربط مجموعة من المتغيرات وهي
9 S
Strategy, Structure, Systems, Staff, Skills, Style, Shared Values + Steering Pattern, and Syndication
الاستراتيجية والهيكل التنظيمي ، والنظموالاجراءات ، والموارد البشرية ، المهارات النمط (الخصوصية) والقيم المشتركة
الثقافة ) + نمط التوجه الابتدائي لتحقيق الاهداف المتوقعة ) والتجددوالترويج الداخلي في خلق التحالف بين العناصر الحالية لخلق ميزة جديدة من شي حالي
اخوكم حمدالله مبارك
اخي د. حمدالله
الرجاء التكرم بارسال التعاريف للمفردات التي ذكرتها لضمها الى ما لدي من المفردات تمهيدا لاطلاق مشروع بناء قاموس النهضة
جزاك الله كل خير على مساهمتكم القيمة
Dear Mr. Khalid
below is the initial definition of such terminologies :-
1. Strategy – the direction that the organization has adopted to achieve sustainable competitive advantage. The main levels of strategies are corporate , business and functional levels.
2. Structure – the framework in which the duties and activities of the organization’s units and members are coordinated. The main types of structure are functional , divisional , matrix , and network structure.
3. Systems – the formal and informal workflow including the innovation solutions for all core and support process in the organzations.
4. Style – the top management leadership practices of doing and managing staff including the organization’s staff present themselves to all stakeholders such as suppliers and customers.
5. Skills – the distinctive capabilities and competencies of staff , supervisors and managers
6. Staff –human Capital development , training socializing , integration, energizing , career path , performance management and , and how their carriers are managed.
7. Shared values – the organization values and aspirations of doing and managing business. The shared values are the unwritten believes and the fundamental ideas around which a business is built; the things that influence a group to work together for a common aim.
8. Steering Pattern the process of how leaders at the organizations perceive achieving objectives and adding new processes to enhance the success
9. Syndication the process of capturing whole wave of change creating alliances among current organization boarders.
Dear Dr. Hamdallah,
I have added these definitions to the ones I have, for the purpose of building Al-Nahdah Dictionary inshallah.
Thank you.