بسم الله الرحمن الرحيم
مدونة ١٢
ألا تستحق مصر أم الدنيا والتي جربت ونجحت وملأت عين الدنيا، وعلمت اليونان والعالم معارف كانت أساس نهضة الامم الأخرى، ان تكون في نادي العشرين، والذي يمثل خمسة وثمانون بالماية من اقتصاديات العالم وثمانون بالماية من تجارته وثلثي سكانه؟
بعد أن يتم بناء بيت النهضة وجامعتها كما ذكرنا في المدونة السابقة، فأول عمل يقوم به مجلس إدارة بيت النهضة هو وضع رؤية لمصر.
قال موزع الصحف لابنه وهو يعلمه فنون صنعته في أزقة القاهرة، يا أحمد، إن أردت أن توصل الجورنال إلى بلكونة الطابق الخامس فعليك أن تستهدف بلكونة الطابق السابع، كلام بسيط يفيض حكمة. أي لو وضعت مصر مثلا أمام أعينها رؤية محددة، مثل دخول نادي العشرين خلال خمسة عشر عاما، فعليها أن تضع نصب أعينها المنصب السادس عشر وليس العشرين. هذا ما يعرف في علم الإدارة الاستراتيجية بالأهداف الممتدة.
ثم يتم اختيار القطاعات الاقتصادية التي تتمتع فيها مصر بميزات تنافسية، ، حتى لا يتم الاستثمار في قطاعات تتفوق علينا دول هي أفضل منا فيها، وما أسهل ذلك في عصر العولمة واسقاط الدول لجدران حمايتها من جمركية وغيره
يتم توزيع حصة كل من القطاعات المختارة من الناتج المحلي الإجمالي، لتحقيق الرؤية بدخول نادي العشرين. إن هذه الرؤية تتطلب متابعة هدف متحرك، إذ أن الدول أعضاء هذا النادي لن تقف متفرجة وتبقى ثابتة في نشاطها، فعلينا أن نحرك أرقامنا مع السنين ، لنتابع تحرك هدفنا وإنجازه وتحسينه لأرقامه
سيكون التحرك لتحقيق هذا الهدف من مرحلتين، الأولى تحتاج الى حشد هائل للطاقات، ونقل منهجي للمعرفة وتوطينها وخاصة في قطاعات الميزات التنافسية، لنتمكن من القفز الى منطقة المتفوقين
والمرحلة الثانية وهي مرحلة الحفاظ على الموقع الجديد وذلك بإطلاق آليات التحسين المستمر وكما يوضح الشكل
الرجاء النقر على الاشكال لتوضيحها
ولمصر ميزات تنافسية منفردة في القطاعات التالية على سبيل المثال
السياحة التاريخية وتشمل الاثار الفرعونية والاسلامية
النقل البحري المتمثل بقناة السويس
الزراعة مثل الزهور والعطور والتنافسية المتولدة عن رخص العمالة والطقس والقرب من الأسواق الأوروبية
صناعة المحتوى الحاسوبي العربي
يتبع إطلاق القطاعات المذكورة أعلاه التخطيط لإطلاق الصناعات المكملة اللازمة لها، مما يضمن توفير الاستمرارية لهذه القطاعات وإبقاء رأس المال في مصر وتقليل الاستيراد وتوفير الوظائف لأعداد كبيرة من المصريين
يحتاج قطاع السياحة إلى فنادق وحافلات نقل وتحف وملابس تقليدية ، فيتم التركيز على صناعة الأثاث والحافلات و التحف وعلى التدريب العالي وإدارة الجودة وعدم التساهل فيها
يحدد بيت النهضة لكل قطاع ذو ميزة تنافسية حصته من نمو الناتج المحلي اللازم لتحقيق المركز السادس عشر، خلال خمسة عشر عاما
ويتبع ذلك تنضيد الأهداف القطاعية لتصب في الأهداف الكلية كما في الشكل أدناه
ينطلق كل مجلس أعلى لقطاع معين وجامعته بوضع الخطة الاستراتيجية للقطاع وتحديد المبادرات والمشاريع اللازمة لتحقيق حصة القطاع من الناتج المحلي ومن النمو، وبالتالي تحديد التمويل اللازم وإمكانية توفيره محليا وخارجيا، ومن ثم ترتيب أولويات تنفيذ المشاريع
ولتحقيق نهضة قطاع السياحة مثلا فعلينا إحياء التعلم وإحياء الثقافة ووضع آليات تراكم المعرفة وذلك خلال الجامعة القطاعية والتي تقوم بإعداد الكوادر اللازمة لإدارة وتشغيل الفنادق والحافلات والإرشاد السياحي وغيره، ووضع النظم والمناهج لمعاهد ولكليات المهن المساعدة
عندما تعلن إحدى دولنا النفطية عن إنشاء مشروع نفطي كبير مثل مصفاة تكرير، تقوم الهند بالعمل على تجهيز الأطقم الفنية المؤهلة اللازمة لتشغيل هذه المصفاة في جامعاتها ومعاهدها المهنية. وما أن ينتهي العمل في بناء المصفاة حتى يكون الهنود جاهزون لشغل وظائفها. لا نلوم إخواننا في الخليج على عدم توظيف عمالة عربية بل علينا أن نلوم أنفسنا على تقصيرنا في توفير العمالة المؤهلة الكفؤة لمشاريعنا اولا ولمشاريع المنطقة
وهناك صناعات حيوية تحتاجها كل دول المنطقة لبقائها ورفاهيتها يمكن أن تكون مصر مركزا لها من خلال شراكات إقليمية ومنها
صناعة المياه لتحقيق أمن مصر القومي في هذا المجال وامن المنطقة، وتشمل أبحاث ترشيد استخدام المياه وتكريرها وتحلية المياه نصف العذبة والمالحة مثل مياه البحر
صناعة الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة المياه والرياح
صناعة النفط من المخلفات الزراعية والتي لا تأكل من الطعام البشري
سننتقل في المدونات اللاحقة إلى مثال واحد عن احياء التعلم، ثم ننطلق في دراسة عناصر القوة في ثقافتنا، والتي يمكن إطلاقها دعما لنهضتنا، ولتكون ادوات خاصة بنا، تساعدنا على اللحاق والسباق، إذ أن التفصيل أكثر في النظم الإدارية لمؤسسات النهضة سيصبح عملا تخصصيا تفصيليا ومملا للقارئ العادي
نسأل الله التوفيق والرشاد
رائع جدا يا بشمهندس 🙂
استمتع بكل مدونة من مدوناتك والتي تعد سلسلة مثمرة وعملية للنهوض بالأمة ..
تحياتي
هيثم
السيد خالد الكيلاني المحترم
يطيب لي وانا اطلع على المدونة ان اسجل انطباعي
بانها تؤسس لوضع واقعنا المعاصر في اطار الحل المنشود
ولا بد من الاشارة بانها تستبق الاحداث بشكل لافت
نتطلع لمزيد من الاستفادة و جزاكم الله كل خير
لؤي الحموري