افضل العادات

بسم الله الرحمن الرحيم

مدونة ٢٣

تطورت عادات وممارسات وتحسنت وتنظمت في مختلف بلدان العالم في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية مثل الزواج، إدارة العائلة، تقديم العزاء، تربية الأولاد وخاصة الأيتام منهم، بحيث أن تجميع وعرض الممارسات الأفضل سوف تمكن المجتمعات المختلفة من اتباع القدوة الأحسن. ويمكن أن تجمع فيما بعد في موسوعة تكون مرجعا للدول التي تسعى إلى تحسين عادات شعوبها. وقد قال ابن خلدون أن التغيير الاجتماعي يحتاج وقتا طويلا، ومن ضمنه تغيير العادات.

وجدت في السودان نظاما بسيطا لإعالة الأيتام غذاءً ودواءً وكذلك عاطفةً وجواً عائلياً دافئاً.

أود أن أذكر هنا قصة بيوت إيواء الأطفال في ثلاثينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة، وكيف أن نسبة الوفيات كانت أعلى من نسبة وفيات الأطفال الآخرين. ووجدوا أن الأطفال الذين كانت أسرتهم أقرب إلى باب المهجع في إحدى الدور كانوا أفضل نمواً وأقل وفاةً. وتوصلوا إلى أن عاملة التنظيف كانت تحضن هؤلاء الأطفال عند انتهائها من تنظيف المهجع وقبل مغادرتها. وكانت هذه اللحظات الدافئة التي تمنحهم خلالها  لحظات من الحب والأمومة سببا في تحسن صحتهم عن الآخرين. ومن هنا نشأت فكرة تكليف سيدة بأن تكون أما لمجموعة من الأطفال في قرى

SOS

يقوم السودانيون بتكليف أسرة متواضعة الحال باستضافة عدد من الأيتام وحسب سعة منزلهم، ثم يتم توزيع الاعباء على تجار الحي تطوعا وكرما. فيقوم  بائع الخضار بتوفير الخضار للعائلة وكذلك الخباز واللحام والحلاق. وبتعاون رائع ومجاني من الجميع وفر لهؤلاء الأطفال ما يحتاجونه لنمو سليم جسديا ونفسيا، وتم حل مشكلة دعم العائلة وتربية الأيتام.

وعندما عرض متبرعون تمويل دار للأيتام في غزة، أجاب المسؤولون هناك بأنه لا توجد لديهم مشكلة إيواء أيتام ولكن هناك حاجة لمستشفى أطفال وذلك للجوئهم في غزة إلى حل مشابه.

سنعالج في مدونات قادمة عادات مماثلة من دول إسلامية ومن ثقافات أخرى.

ارجو من القراء الكرام،  التكرم بالمساهمة بإرسال تفاصيل عادات أعجبتكم إلى موقع المدونة على شكل تعليقات لتكون متوفرة للقارئ المهتم، وصولا إلى قاعدة بيانات لهذه العادات باللغة العربية، وتوفيرها ابتداءً لشعوب المنطقة، ولترجمتها فيما بعد لفائدة شعوب العالم. ويمكن كذلك اقتراح التحسينات أو التصحيحات لما يتم نشره أو استلامه.

نسأل الله التوفيق والرشاد..