أفضل العادات – التعلم والتواضع

بسم الله الرحمن الرحيم

مدونة رقم ٢٥

أفضل العادات – التعلم والتواضع

قابلت صديقا كنديا في فانكوفر، كان قد قضى سنين طويلة ،خبيرا اداريا واقتصاديا، في دول العالم الثالث. تجاوز عمره الآن الخامسة والسبعين عاما، فاستمر يعمل مستشارا من منزله.

طلبت منه حكمته ونتاج خبرته كي أقدمها لشبابنا لعلها تكون ذات فائدة.

بعد الحاح وتمنع قال

“يقرأ الانسان الغربي في المعدل ستة وثلاثون كتابا في السنة، ترفد معرفته في شتى المجالات. معرفة تأسست اصلا على نظم تعليمية ومؤسسات بحثية عملية ناضجة. اضف الى ذلك مهارة استعمال احترافي للحاسوب والطباعة، مهارات الزامية نتقنها في مدارسنا وبالانجليزية التي هي لغتنا، تجعل بحر المعرفة المتاح لنا خلال الانترنيت مصدرا خرافيا لمضاعفة قدراتنا على الوصول السريع للمعارف الاحدث. ان الانترنيت التي اقصدها ليست المواقع الاجتماعية ونتائج البحث العادي، وانما البحث خلال قواعد البيانات المتخصصة والتابعة لجامعاتنا ومراكزنا البحثية في الجامعات والمؤسسات التي نعمل لديها.

اضف الى ما ذكرته اعلاه، خبرات عملية في مؤسسات وشركات كادت تبلغ حد الكمال في نظمها وادارتها ومعارفها. تسكن هذه المعارف جسما لائقا ممارسا للرياضة السليمة طيلة حياته مما يجعل من مثلي لا يزال نشيطا منتجا وانا فوق الخامسة والسبعين.

تتعاقد حكومات العالم الثالث ومؤسساته مع امثالي خبيرا ليساعدهم في بناء المعرفة التخصصية العملية. وتجنبا للحرج او للعمل، يقوم المدراء الكبار بربطنا بموظفين في عمر الشباب او اكبر قليلا، ضعاف البنية، انهكهم السهر والتدخين في معظم الاحيان. لا يقرأ هؤلاء كتابا واحدا في العام، خريجي مؤسسات تعليمية هالكة بائدة، وغالبا فاسدة لكي يتخرج منها معظمهم.

ما ان اجلس في المكتب المخصص لي حتى يبدأ هؤلاء الموظفين بشرح المشاكل الدولية والتخلف النفسي والشقاء في دول العالم المتقدم، ولا احد يسألني عن رأيي في مجال تخصصي، او يسعى لوضع خطة عمل للتأكد من وصولنا الى اهداف محددة في نهاية اقامتي. يتجمع الموظفون حولي يتبارون في اراء لا علاقة لهم بها ولا تمس حياتهم وبصوت مرتفع وتشنج واضح.

ينحصر لقائي بالمدراء بسؤالهم عن راحتي في اقامتي، وتعرفي على المطاعم والبلد والمناطق السياحية ولقائي مع الموظفين المكلفين بمتابعتي بنقاشات جوفاء صاخبة، اتجنب ان اكون فيها طرفا لتوقعي تحولها الى عراك في اية لحظة.

تدفع الدول الفقيرة ومؤسساتها ثمنا غاليا لأوقات المستشارين امثالنا ليضيع وقتهم نهارا في نقاشات فارغة ومساءا في عشاءات فارهة وعزومات باذخة لا نجد لها في الدول المتقدمة مثيلا.”

 شكرته وخرجت وانا احدث نفسي بالآية الكريمة في سورة المائدة” يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم” ولقد ساءني كثيرا ما سمعت لانه حقيقي في معظمه.

ارجو الله ان يرى القارئ الكريم العادات الحسنة والسيئة في هذا المقال  لاتباع  احسن القول.

نسأل الله التوفيق والرشاد

3 Comments

Filed under English, عربي

3 responses to “أفضل العادات – التعلم والتواضع

  1. El-Kassaby, Yousry

    Everytime I am critical you give me hard time! Ok, enjoy what you are experiencing:)

    I hope you and all are well. Please check on my Dina every once and awhile.

    Love you all and miss you sooooo much,

    Yousry

  2. شكرا على المقال.
    المقال يعُجّ بالعادات الحسنة و العادات السيئة.
    ياسر

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s